امرنا كله خير
بحكى ان ملك فى قديم الزمان كا ن يمربين ارجاء مملكته مع وزيره يتفقد امور البلاد والعباد فاذا بحجر يسقط من فوق احدى المبانى فيصيب اصبع قدمه فتندفع منها الدماء فيتالم الما شديدا وينظر الى وزيره الذى يقول له لعله خير فيكتم الملك الالم والحنق على وزيره ويسرع الى طبيبه الذى يرى ان الامر يحتاج الى بتر اصبع الملك فينظر الملك لوزيره الذى يقول له لعله خير وهنا لا يستطيع الملك كتمان غضبه فيصيح بالحراس ان يقتادوا الوزير الى السجن.
وتمضى الايام بعد يتر اصبع الملك ويريد ان يروح عن نفسه وكان مولعا بالصيد والقنص فيخرج مع امة من الناس فى رحله صيد وتمضى ايام بهم ويستيقظ يوما الملك من نومه ليلمح قطيعا من الغزلان فيسرع الى ادوات صيدة وفرسه بهما خلف القطيع دون ان يوقظ احدا ليكون معه وينطلق القطيع وينطلق الفارس الملك خلفه الا ان الرحله لم توفق فقد احس انه ضل الطريق واذا به امام مجموعه من البربر عبدة الاوثان الذين ياسرونه ويقتادونه الى زعيمهم الذى يفرح للوهله الاولى لرؤيه الملك
فقد كان اليوم عيدا لهم يقدمون قربانا فيه لاله المعبود لديهم. ويجرى فحص الملك وتجهيزة كقربان الا ان الزعيم يتوقف ويقول ان هذا الاسير لا يصلح كقربان فقد بترت احدى اصبعه ويطلقون سراحه.هنا يدرك الملك صحه مقوله وزيرة لعله خير.
تستوقفنى القصه امام اسماء بنت ابى بكر رضى الله عنهاوقد تجاوزت سنين الشيخوخه وياتيها الحجاج ابن يوسف الثقفى ولمن لا يعرف الحجاج فقد كان واليا على العراق قاسيا على اهلها وقد اتى يومها الى اسماء بعد ان قتل ابنها عبد الله ومثل بجثته وعلق راسه اتاها قائلا اريتى ماذا فعلت بابنك
فاجابته الام الكلمى فى ولدها رايتك افسدت دنياه وافسد عليك اخرتك
ويوما سئل عالما فى امر سجنه فقال ان امره كله خير ففى سجنه خلوه مع ربه
واليوم ونحن نرى الاعلام والداخليه والسيسى يجتمعان على الاخوان يكيلون لهم التهم ويلفقون لهم المكائد والزرائع جاهزة والاحكام مسيسه وقد اجتمع الناس
وما اكثرهم ولو حرصنا بمؤمنين اجتمعوا وتوحدت ارائهم على التنكيل بالخوان وراينا النظام السابق بحصلون على البراءة فى محاكمات هزليه تطول لسنوات بينما كل من تتهمه الحكومه اليوم لا يملك من امره شىئا سوى اللجوء الى الله وهو حسبه ومحال ان يضيمه فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فاصدقوا النيات وهبوا رافعين الايادى بقوله اللهم انت الجبار فانتقم من الظالمين وارنا فيهم ايات ملكك وعدلك والطف بنا فيما جرت به المقادير وامددنا بالصبر والسلوان فان امر كله خير ان صبرنا كشفت ما بنا ولان شكرنا امددتنا بجناتك وانهارك
ولثد رضينا بك ربنا فلا تحرمنا من عفوك
